الكذب عند الأطفال

- الكذب يبقى كذباً ولا يوجد كذبة بيضاء ولكن هناك حالات خاصة   مثلاً إذا كان الطفل ينسج قصة من خياله فهذا من طبيعة الطفل ولا يعتبر كذباً ويشبه اللعب مع الصديق الوهمي .

أسباب الكذب عند الأطفال :

1- الخوف وعدم الشعور بالأمان : عندما نستخدم أسلوب المحقق أو الضرب والصراخ على الطفل فإنه يكذب ليحمي نفسه .

2- عدم السماح له بقول الحقيقة : مثلاً عندما يكره الطفل شخصاً مثل أخاه أو يكره تصرفاً فعندما يعبر عن ذلك يواجهه الأهل بالزجر والنهر والعقاب بدلاً من استيعابه و فهم الاسباب وراء ذلك وعلاجها.

3- تكرار القول له يا كذاب : فهذا يعزز في عقله الباطن الكذب وتحركه هذه الصورة نحو الكذب فيقول بنفسه هم يصفوني بالكذاب فلماذا لا أكذب ؟

4- كذب الأب و الأم : وهذه مصيبة لأن الأهل يكذبون ويطلبون منه عدم الكذب والطفل هنا سيتأثر بأفعالهم لا بأوامرهم .

5- طلب الأب و الأم من الطفل الكذب : مثلاً يعلمانه أن يكذب على أحد مثل إذا سأل عنهم أحد أن يقول بأنه غير موجود.

6-الكذب الخيالي ( التخيلي ) : يكذب الطفل هنا ليعطي نفسه ما يحتاج من الأمان أو ما يتمناه من الحنان أو الهدايا فأكاذيبه تعبر عن مخافه و آماله مثلاً يقول الطفل بأن أحداً أهداه سيارة و المهم هنا عدم السخرية من الطفل او زجره أو عقابه .

- إذا لم يعالج الكذب وصار ملازما فإن الطفل قد يمارس معه سلوكين سلبيين وهما الغش والسرقة.
- ولعلاج الكذب عند الطفل يجب أن يكون بطريقة صحيحة ويجب أن لا نبالغ في ردة فعلنا تجاه كذب الأطفال ولكن يجب أن نأخذه على محمل الجد .
- وينبغي قبل أن نبدأ بالعلاج أو نتهم الطفل بالكذب أن نتأكد هل هو فعلا كذاب أم لا ؟ فقد يكون كذبه خيالا فهذا ليس بكذب ، أو أنه يريد أن يعظم ذاته ويظهر بمظهر القوة فيصف نفسه بأوصاف غير صحيحة، أو أنه يكذب على صديقه أو زميله بالمدرسة عند الخلاف والخصومة ، أو أنه يكذب دفاعا عن نفسه لأن والديه لا يصدقان كلامه ، أو أنه يكذب تقليدا لوالده أو والدته لأنه سمعهما يكذبان أكثر من مرة فتعلم الكذب منهما ، فلا بد ان نفرق بين الكذب الطارئ والعابر وبين الكذب المرضي والمستمر، لأن الكذب العابر لا يستحق أن نقف عنده إلا بتوجيه بسيط ، أما الكذب الدائم والذي تحول فيه الطفل إلى صفة الكذاب من كثرة كذبه فهذا الذي ينبغي أن يعالج من خلال الحوار معه أولا ، وتعريفه بالفرق بين الكاذب والصادق وإيجابيات وسلبيات كل سلوك منهما.

الخطوات العلاجية لكذب الأطفال :
• أهم خطوة علاجية ألا نمارس العنف مع أبنائنا ونحن نعالجهم أو نوجههم، كما لا ينبغي أن نضربهم أو نستهزئ بهم.وأن لا نستخدم أي أسلوب مؤذ مثل إستخدام الفلفل على اللسان وغير ذلك .
• يجب أن لا نكذب و نأمر أطفالنا بعدم الكذب فالطفل يتعلم مما يلاحظه مع أهله لا مما يسمعه من تعليمات .
• يجب أن نعلم أبناءنا أن الكذب لا يسمح فيه أبدا إلا في ثلاثة مواطن، الأول: في الحرب لأن الحرب خدعة، والثاني: للإصلاح بين المتخاصمين، والثالث: للإصلاح بين الزوجين.
• يجب أن نعلم أطفالنا أنه لا يوجد كذب أبيض أوكذب أسود أو يوم يخصص في العام للكذب وإنما الكذب كله واحد وهو سلوك سيئ .
• وإليكم بعض الأفكار التي قد تساعد في ردع الطفل عن الكذب :
- أن نمنع الطفل من شراء بعض الأشياء غير الأساسية و أن نربط ذلك بسبب أنه يكذب .
- أن نجعله كلما كذب يتصدق بصدقة على الفقراء أو المساكين من الحصالة التي تخصه أو من مصروفه ، فنكون بهذه الوسيلة قد دربناه على عمل شيء ايجابي بحياته كلما عمل شيئا سلبيا أو أخطأ.
- أن نطبق عليه عقوبة الحرمان العاطفي : وذلك من خلال تجاهله لفترة زمنية بسيطة و ان لا ننتبه له مهما فعل ( إن بكى أو صرخ ) وعندما نعود لمصالحته أن نجعله يعترف بخطئه وبأنه لن يكرر ذلك .
- أن نقص خصلة من شعره كلما كذب وهو لن يحب هذا وسيردعه عن الكذب حفاظاً على شعره .
- أن نخصص لباساً خاصاً نسميه لباس الكذب و نجعله يلبسه كلما كذب ليشعر بأنه أخطأ.
- أن نضع شيئاً مميزاً مثلاً صورة مقلوبة له أو كأس ملون بالصالة كلما كذب ليعرف بأن الجميع يتذكرون ذلك ولا يعود للكذب مرة أخرى.
- أن نقوم بتعليق لوحة بالغرفة فيها نجوم كثيرة وكلما كذب كذبة نقوم بطمس نجمة من اللوحة فيتحمس للمحافظة على النجوم .
- أن نجعله يشم رائحة لا يحبها كلما كذب .
- أن نجعله يسكت لمدة ربع ساعة كلما كذب وإن تكلم خلالها نبدأ العد من جديد .
- أن نخصص له خيطاً طوله متر وكلما كذب ربطنا خيطاً بالآخر لنرى كم طول الخيط وحينها يخشى ان يطول الخيط .
- أن يقف عند الجدار لمدة 5 دقائق كلما كذب .

و أخيراً، الكذب قد يدمر الطفل ويدمر المجتمع فلنعالج هذه المشكلة مبكراً قبل أن تصبح أمراً واقعاً لا يمكن علاجه .
الدكتور أكرم سعادة